حلبجة تعود يافعة...
الاثنين 15 مارس 2004 16:34
توفيق آلتونجي






بينما لا يزال "السؤال" يتردد صداه بين الوديان

كلما جاء الربيع الى هذه الربوع ومنذ انتشار ذلك الدخان الاصفر وحصده لاروح الاف الناس من المدنيين العزل تاتي اسراب من الحمام الزاجل الابيض بنقاوة الثلج ونصاعتها وتبقى تدور وتدور فوق المدينة المنكوبة وشواهدها البيظاء.

تلفتت احدى الصبايا الاتي كن تلعبن امام دار بيتها الى ذلك فرفعت راسها عاليا مؤشرة الى تلك المجاميع من سرب الحمام قائلة:

بابا...بابا ما تلك الكثرة من الحمام اليوم؟

فاجاب الاب: اي حمام تقصدين يا ابنتي اني لا ارى شيئا.

.............

..........

...

حلبجة،

كل اذار وارواح الشهداء بخير... بشرى ذهب نظام فاشي اخر

ويبنى اسس عراق موحد اتحادي جديد والمستقبل رغم غموضه ولكنه مليئ بالامل وبعيدا جدا عن اجواء ذلك اليوم الاذاري الماساوي... حلبجة عزيزتي،

لا يزال ذلك المجرم يتربص بنا وبين الحين والاخر ينفث بنيران حقده على الناس فيحصد الارواح ويرحل هو الى الجحيم ولا تزال تلك الارواح تتسائل عن هؤلاء الطيارين اللذين نفذوا تلك العملية الخسيسة والجبانة والتي دخلت التاريخ كما كان قبلها نكازاكي و هوروشيما...


نعم قارئي الكريم لا تزال تلك الارواح الهائمة على ربى جبال كردستان طليقة حرة قلقة لا تترك مكانها تملئها التسائل والحيرة ولا يزال ذلك الاب المفجوع بفلذه كبده منطرحا على جسده الندي ينتظر مجيئ يوم السؤال.

اترى قارئ العزيز سياتي يوما ونرى احد الطيارين ذلك اليوم المفجع يتقدم ليعترف نادما على مشاركته في تلك الجريمة وهل غاب الضمير تماما عن الانسانية الى درجة نكران الحدث ويوم الحدث؟ وما ينتضرنا في المستقبل اذا لا سامح الله عادت تلك المجاميع الى ممارسة هواياتها المفظلة في حصد ارواح البشرية؟

سلاما امهات الكورد، سلاما ايها الاب المفجوع اينما حللت سيردد ندائك الارض والثرى والاشجار والمياه الى ابد الابدين...سلاما حلبجة الجريحة وقبلة على جبين اطفالك... سلاما الى حين.

السويد

خاص بأصداء


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الناقد العراقي