دفئ لهيب نيران" كركوك" يذيب صقيع الشمال



كانت شعوب الشمال القديمة تؤمن بان الجحيم قارص بارد يحيطها الكتل الجليدية البيظاء الى ما يقارب القرون الوسطى من الزمان حين حل المسيحيون الاوائل بين ظهراني شعوب هذه البلاد ونشرت حرارة ومحبة المشرق بينهم .
" كركوك" مدينة التعددية الثقافية والقومية والعقائدية تكسر حاجز الصمت في هذا اليوم البارد ونحن نودع يوم نوروز الخالد والنيران يتاجج في صدورنا يبعد عنا وحشة الظلام وبرد الشتاء. ان حرارة و لهيب تلك النيران الازلية على اعتاب مدينة العذابات في"باباكركر" تظيئ لتجدد الحياة في نفوس البشر منذ الازل , بينما ومنذ حولي قرن من الزمان يساهم دمائها التي تجري في عروقها في ادارة عجلة التقدم والتطور الصناعي في جميع انحاء المعمورة حيث ذالك السائل الذهبي اللزج تخرج من بطونها الطيبة المعطاه. الا ان ابنائها الغيارى ذاقوا الامرين يلعنون ذاك اليوم الذي اكتشف فيه اول بئر للنفط في مدينتهم فجلب الخير للاخرين والقحط والدمار والخراب والفرقة لهم. فبات الكل يطمع فيهم وفي الكنز الذي يحوية ثراهم الطيب. من مر من هنا عزيزي القارئي لا يمكنه ان يتصور بان هذه المدينة تحوي على احتياطات نفط قد تمتد امد وجودها الى اكثر من خمسمائة من السنوات القادمات وبنوعية عالية الجودة يكاد ان يحسده الجميع على عطاء تلك الارض الطيبة.
كنت افكر بكل ذلك وانا اتوجه الى منصة الخطابة لاقترح على زملائي نواب المجلس المحلي في مدينتي الثمانون لاصدار قرار ينص على اعتبار تلك المدينة مدينة تؤم |, صديقة لمدينتهم الاسكندنافية. ليس لانها مدينة شهدت يوما ما ولادتي قبل خمسة عقود بل لانها مدينة قد اهملها الجميع ولكنهافي المقابل جادت على الجميع بخيراتها وصبرت طويلا وصبر ابنائها الغيارى امام عوادي الزمن ومحنها وسلطة الجبابرة والطغاة.
الدولة العراقية الاتحادية بحاجة ماسة الى ابنائها في الخارج كي يكونون عونا وسندا في الحلم العراقي الفتي الجديد. ان ملايين العراقيين سكنة دول المنافي بامكانهم رصد الدولة الفتية بالعلوم والمعارف والاختصاصات المتنوعة فهم جيش احطياطي مزود بالعلوم الحديثة والتجارب الانسانية سيدفعون بعجلة التطور والتقدم في عراق المستقبل درجات متسارعة اذا ما اعطي لهم الفرصة وسنح لهم اساليب المواصلة واحترام ارائهم وافكارهم. هؤلاء بالطبع سيكونون في مواجهة عقول اخرى قد ترعرعت خلال العقود الماضية على اساليب شمولية وقمعية رافضة لكل جديد ولا ريب ان غياب التجديد في العلوم والمعارف خلال الحصار الدولي قد غير التركيبة الديمغرافية العلمية لسكان العراق. بالاظافة الى السياسة الجاهلة للنظام السابق وعدم احترامها للعلم والعلماء من ابناء العراق.
ان عراق الغد يبنيه سواعد ابنائها وان ركائز المجتمع المدني بدات تتسرب الى هيكل الدولة ومؤسساتها لتكون خيارا استراتيجيا مستقبليا يبنى علية دولة الحق والعدل والقانون. ان النظام التعددي الديمقراطي الذي يكفل الحقوق الاساسية للمواطن ويحترم حرية المبدا والراي والعقيدة والانتماء سيكون الضمان الوحيد للاستمرارية الدولة العراقية الاتحادية.
ان الكادر العراقي العلمي في دول المنافي وخاصة هؤلاء اللذين يتواجدون في مناصب رسمية او في احزاب سياسية او نواب شعب في برلمانات الوطنية مدعوون الى مناصرة ابناء الرافدين في ارساء دعائم مجتمعهم المدني.
ان تجمعهم تحت مظلة الوطنية العراقية مع احتفاظهم لافكارهم الساسية وتوجهاتهم العامة الاخرى لكافية لتكوين شبكة استشارية تقدم العون والمساعدة لابناء العراق. ان التجربة التطبيقية والممارسة الديمقراطية لهؤلاء الجمهرة الطيبة كنز كبير لاهل العراق.
نص مشروع الاقتراح المقدم من قبلي يوم الخامس والعشرون من شهر مارس آذار من عام 2004 الى مجلس المحلي في مدينة يونشوبنك السويدية ذات الصلاحيات في اصدار القوانين المحلية:
مسودة اقتراح مشروع اعلان مدينة كركوك مدينة صديقة.

لقد بدات عملية التحول الديمقراطي في الدولة العراقية الفتية الاتحادية باقليمها الاتحادي كردستان وقد تم التوقيع على قانون المرحلة الانتقالية للحكم وبذلك دخل العراق عهد تغير من الدرجة الثانية على جميع الاصعدة ومؤسسات المجتمع الديمقراطي. دولة العراق الاتحادية الجديدة بحاجة الى الدعم والمساعدة من قبل المجتمع الدولي ومن قبل مملكة السويد والتي تحمل تقاليد عريقة متكاملة مع تجارب الشعوب الاخرى حول ارساء دعائم المجتمع المدني.
ان في السويد يسكن اليوم العديد من ذوي الاصول العراقية ومنذ اكثر من 35 عاما جلهم حصلوا على الجنسية السويدية وهناك عدد كبير منهم من سكنة هذه المدينة قادمين من بلاد الرافدين عراق اليوم. ان من واجبنا الاخلاقي والتضامني ان نساهم في دعم ومساندة الديمقراطية في العالم. ان مدينة يونشوبنك باستطاعتها تقديم دعم ولو بسيط وبذلك تشارك في تامين الامن والاستقرار في المنطقة. هناك اساليب كثيرة لهذه المشاركة كتقديم المساعدات في مجال التعليم او اعلان مدن تؤمة صديقة لنا. ان الدولة العراق الاتحادية ستتحول مستقبلا الى دولة جارة للاتحاد الاوربي بعد ان تكون تركيا قد انضمت الى دول الاتحاد. خاصة ان الاتحاد الاوربي يبرمج توسيع رقعتها الجغرافية وقبول دول جديدة.
العراقيون اليوم يفتقدون الى ممارسة الاساليب الديمقراطية وخاصة في ادارة المحلية التي كانت دوما تسيطر عليها الحكومات المركزية وانظمتها الشمولية. ان تلك الادارات بحاجة ماسة الى المساعدة والدعم والعمل المشترك الهادف , سياسيين وسياسة محلية.
اقترح على المجلس الموقر ما يلي:
ان ياخذ المجلس المحلي مبادرة اعلان المدينة النفطية "كركوك" مدينة صديقة لها.






السويد
20004426


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الناقد العراقي