كركوك وداعا للقنوط
الخميس 15 يناير 2004 16:39
الدكتور توفيق التونجي





عندما تركت مدينة النور ذو السماء القرمزية في الستينيات كانت قد بدات للتوها بتفريغ ما في ذاكرتها من ايام سوداوية تموزية اخذت المدينة وابنائها من كرد وتركمان على غفلة تاركة ورائها الماسي لابناء الشعبين الكريمين اللذان ما برحا الا وكانا يسكنان في وئام ووفاق عبر مئات السنين في علاقة حظارية وحوار انساني انتجت بوتقة بشرية نادرة متاخية بينهم من ناحية وبين ابناء المدينة من العرب والكلدو اشوريين والارمن واخرون متوحدين في عبادة الواحد القهار , ابناء ثلاث ديانات سماوية وعشرات المعتقدات والطوائف الدينية والطرق الدينية. هذا المهرجان الثقافي التعددي عكر صفوهها ورود افكار قومية عنصرية سلبية كانت كالنار التي تلتهم الاخضر واليابس كما يقول العراقيين ففرقت ابنائها. تلك الايام ما اشبهها باخبار القادمة من مدينة النار الازلية اليوم.
التقيت باحد القادمين من تلك الديار الحبلى التي فارقتها قبل اكثر من ثلاث عقود تسائلت متلهفا عن اخبار اهلها فانباني متحدثي قائلا:
ان ابناء المدينة بخير وحريصون على وحدتها ويحرسون بواباتها ويسدون الثغور الى حين وحتى ان تخلد المدينة واهلها الى الراحة بعد تلك الزوبعة العاتية. انه لمن المفرح ان يكون ابناء المدينة بالوعي الكافي ودرء المخاطر المحدقة بالمدينة واهلها اما السياسة والسياسيون فلهم ما يريدون من لعبة السياسة وقواعدها في المد والجزر.
العراق الموحد الفدرالي التعددي والديمقراطي بيت الجميع يتفق على قواعد العلاقة بين ابنائه ابنائه بانفسهم وعسى ان تكون المجتمع الدولي بصورة عامة و دول الجوار بصورة خاصة واسطة خير ويساهموا ايجابيا في استقرار البلاد ليس فقط رعاية بالجوار وحسنها بل لوجود تاريخ مشترك وامال مستقبلية مشتركة بين تلك الدول وشعوبها من ناحية والشعب العراقي من ناحية اخرى , هؤلاء الذين وجدوا دوما بيتا يلجاون اليه خوف بطش النظم الشمولية والعسكرية حلوا ضيفا بين اخوانهم في ايران وتركيا وسوريا والكويت .
ان للكركوكي طباع متاتية كنتيجة لذلك اللقاء الثقافي بين قومياتها شفافية ورحابة صدر قلما نجده في ابناء المدن الاخرى. هناك حقيقة واضحة لابناء المدينة وهو ان المستقبل لا يمكن بنائه الا بالتقاء جميع السواعد وان التاريخ المشترك لجميع القوميات في المدينة يكتبها ابنائها ابتداء من اليوم. سلاما الى حراس المدينة من الجنود المجهولين وكل فكر طيب يدعوا الى تالفهم والتقائهم على كلمة طيبة يتالف عليها نفوسهم في وئام ومحبة وتاخي ولمستقبل يبنون فيها المجتمع المدني العراقي المنشود.

السويد



خاص بأصداء
ايلاف

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الناقد العراقي