مائة عام والحلم الخالد يتجدد مئوية الزعيم الخالد مصطفى البرزاني
الأحد 29 فبراير 2004 15:03
الدكتور توفيق آلتونجي





لقد كتب العديدون و الكثير عن الرمز الخالد للحركة التحررية الكوردية القائد الخالد الملا مصطفى البرزاني في حياتة وبعد رحيلة الى البارئ عز وجل وحتى اليوم بعد مرور اكثر من قرن على ولاته الميمونه، هؤلاء بين منصف واخر يبيت العداء خافيا النوايا السيئة والعدوانية احيانا واخرون راوا فيه شخصية القائد الكوردي رمزا عراقيا اصيلا في مقارعة الظلم والعدوان والسلطة العسكرية وشمولية الفكر وانكار الاخر وهضم الحقوق العادلة للشعوب.
ان هذا القائد الكوردي العظيم كان من اصلب

دعاة الوطنية العراقية ودعى اليها دوما وناضل من اجل وحدة الاراضي العراقية والاتحاد الاختياري بين الشعب الكوردي وبقية ابناء الامة العراقية. ان التاريخ النضالي لقائد ملحمة الكورد الايلولية مليئ بالصور النضالية و مشاهدها لا تنتهي وحيويتها ازلية كازلية الحلم ولست ها هنا بصدد الكتابة والسرد عن حياته المليئة بالحوادث التاريخية المشرفة التي تركت لمساتها على تاريخ دول الشرق عامة في وقت كانت للاسماء الكبيرة الامعة من قادة الامم والسياسين صدى واسع في السياسة العالمية والصراع بين قوى المعسكرين وما كانت تسمى بالحرب الباردة اثر انقسام اوربا عشية انتهاء الحرب العالمية الثانية وسقوط برلين وتقسيمها لاحقا الى شرقية وغربية وتوحدها في دولة الاتحادية الالمانية الحالية.
ان مسار حياه هذا الانسان الخالد حي في ضمير الكورد والعراقيين كرمز وطني ومفخرة للاجيال القادمة. حمل وميض الامل كالنور وهاجا في قلوب الكورد ليبني مستقبلا زاهرا ملئها الحرية التي يتوق اليها ابناء الشعب الكوردي ويفدون الغالي من الروح فداء لها اينما كانوا. لقد كان لوجود شخصية عراقية قوية الاثر الاكبر في مسار السياسة في العراق وكان يحسب له الحساب في جميع دول الجوار والعالم. ان السياسة الهادئة التي اتبعها هذا القائد والطويلة الامد كان دوما من انجح سياسات الحركات التحررية في العالم ورغم اختيار الكفاح المسلح احيانا كوسيلة نضالية لم تكن ابدا ارهابا موجها الى الامة العراقية طوال مسيرة تلك الحركة التحررية و كانت العملية السلمية التفاوضية من اهم استراتيجيات هذ القائد للوصول باهداف امته الى التحرير في عالم كان يسوده العنف الثوري والانتقلابات العسكرية والارهاب. لا ريب ان التطورات في السياسة العالمية قد تركت دوما الاثر الاكبر على الحركة التحررية الكوردية وكانت تلك السياسات اكبر من تطلعات شعب لا يملك الا ايمانه الراسخ بعدالة مطاليبه في العيش بالحرية والحياة الكريمة والمساواه. فقد لعبت الدول القوية بالورقة الكوردية وربما لا تزال تلعب دورها منطلقه من سياساتها ونظرتها الضيقة في منطقة استراتيجية مهمة متناسية جميع الاعراف والقوانيين الدولية ومبادئ حقوق الالنسان.
ان مسيرة الكورد النضالية في تلك الاجواء المشحونة بالصراع الغير عادل في المنطقة وسيادة حكم وسلطة العسكر على سدة الحكم في جميع اجزاء كوردستان تركت اثرا بالغا في نفس الانسان الكوردي التواق الى الحرية والاستقلال ولا ريب ان اجراء استفتاء بين ابناء الشعب الكوردي سياتي دوما بنفس النتيجة باختيار الحرية التي صبغتها بدماء شهدائها الابرار عبر التاريخ.
ان الرؤية المستقبلية الواضحة المعالم والحكيمة لهذا القائد وصل بالشعب الكوردي الى هذا اليوم حيث ان الادارة الكوردية في اقليم كوردستان العراق تحمل صورة هذا القائد الرمز في قلبها وعقلها كمنار يهديهم الى الحرية. ويمكنك قارئي الكريم قراءة حياة هذا القائد بالتفصيل واجزاء من تاريخ الحركة التحررية الكوردية في سلسلة من الكتب الفها ونشرها الرئيس مسعود البرزاني وكنت قد كتبت وعلى صفحات " ايلاف" في العام الماضي عرضا موجزا لاخر اجزء تلك المجموعة.
ان العديد مما حققه الشعب الكوردي اليوم كان حلما يراودهم وهم يرفعون رايات المقاومة وينادون بـ"كردستان او الفناء" منذ ثورة برزان الاولى ومرورا بثورة ايلول وانتهائا بيوم تاسيس البرلمان الكوردي اثر الانتخابات العامة في الاقليم.
كان للسياسة الاستراتيجية التي رسمها القائد الفذ البرزاني كقائد للحزب الديمقراطي الكوردستاني في النضال من اجل عراق موحد ديمقراطي الاثر الاكبر في ضمان الوحدة العراقية ولحد يومنا هذا. فقد تسائل ولمرات عددة العديدون من رجال الصحافة العالمية عن نوايا الكورد في الاستقلال والانفصال التي كانت تروج لها دول الجوار التي تتقاسم كردستان لدعم واسناد سياساتها العقيمة تجاه الكورد كتفضيل الحل العسكري والطرح الرافظ لجميع انواع الحوار والتفاوض الحظاري السلمي. تلك السياسات كانت تدعم فكرة ضرب الحركة الكوردية عسكريا من ناحية ومن ناحية اخرى تاجيج المشاعر العدوانية عند شعوب المنطقة ضد الحركة الكردية التحررية وذلك باعتبارها حركة انفصالية.
اقول لقد كان دوما الشعار الاساسي الذي رفعه الحركة التحررية الكوردية في العراق تطالب وتنادي بوحدة اراضي العراق و بتطبيق النظام الديمقراطي في العراق، السند الاساسي لحقوق الشعب الكوردي. هذه هي الحركة التحررية الكردية حركة عراقية مناضلة وذاك هو قائدها التاريخي الاسطورة المرحوم البارزاني، المناضل الصلد من اجل عراق ديمقرطي موحد يعيش فيها جميع ابناء الامة العراقية متحدين في حرية وامن وسلام. تحية عراقية لروح هذا الابن البار والوطني العراقي المناضل وسلام.

خاص بأصداء
ايلاف

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الناقد العراقي