توفيق آلتونجي العراق محبة "2 "
السبت 20 ديسمبر 2003 16:45
توفيق التونجي








اقلب طرفي شمالا
التفت نحو الجنوب
اسري شرقا وغربا
لاشم عبير البشر
فلاحين وعمال
ينشدون لعلاء عزك يا وطن
يعلوا هتاف الجميع:

عراق نريد
عراق نحيا فيه ونموت
شعوبا، قبائلا وامم

مهد الحضارات والعقائد والحلل
بلادنا,
حفرناك على شغاف افئدتنا
وشما
شعوبا، قبائلا وامم


مع اطلالة العام الجديد عام 2004 ليكتب كل عراقي ومن جديد تاريخه الشخصي بعيدا من سطوة خوف الجلادين وجلاوزتهم وافكارهم الداعية الى العنف والموت والحقد والعداوة والبغضاء وكل ما يبعد البشر عن تلك المبادئ الانسانية السامية التي دعدت اليها الرسالات السماوية والائمة ورجال الفكر والقديسين والشهداء.
كنت قد كتبت عزيزي القارئ الكريم قبل سويعات من نهاية العام الماضي وعلى صفحات" موقع ايلاف" هذا القبس الفكري الجديد، اقول كنت قد كتبت بعض ما راودني مع اطلالة اعياد الميلاد المجيد وحلول السنة الميلادية كتبت عن محبوبتنا في المنافي "العراق" واملي كبير ان يسود السلام في ربوعها. كان اقبال الصحف والمواقع على تلك الخواطر كبيرا حيث وجدتها معادة النشر في تلكم المواقع انذاك. واليوم اعيد الكره مرة اخرى لاكتب لكم جردا لحصيلة اثنتا عشر من الاشهر جلبت في طياتها تغيرات جذرية في المجتمع العراقي والحياه السياسية فيه ستكون فاتحة خير انشاء الله على الانسان العراقي والمنطقة اجمع.
رغم ان هناك العدديدون ممن لا يزالون يفكرون في الماضي يريدون عودة عقاب الساعة الى الوراء الى تلك الايام التليده ويصبرون النفس بعودتها رغم الماسي التي عاشتها خلال العقود الاخيرة ابناء الشعوب العراقية المتاخية ضن ذلك الطيف البديع البوتقة الحضارية النادرة يصبغ على تاريخهم المشترك رايات المحبة والامن والسلام ما انفكوا حاملين السلاح الا وكان تحت راية "لا اله الا الله" متوحدين في الدين والمصير والمبدا.
محبة العراق عنيفة تنخر النخاع مبالغ عند انسان العراقي المقهور الذي عانى ما عاناه بيد ابناء وطنه واقرانه واخوانه وجيرانه واصدقائه فبات منقسما يسمع راي هذا وذاك ويعود الى داره محبطا يرى كيف ان الاخرون يسيل لعابهم الى" الجنة العراقية" الممتدة ما بين زاخو وصفوان وطربيل وجصان.
ان تاريخ التراب الارض العراقية للممزوجة بصوت صهيل جحافل جيوش الغزاة والمحتلين الذين جائوها من كل حدب وصوب وباتوا بين ظهراني انسانها المتعطش للحظارة والعلوم فمنهم من ذاب في المجتمع واصبح اليوم جزء من انسانها ومنهم من فل ادراجه عائدا الى دياره يجر ذيول الخسارة والذل وكما هو الحال مع معظم الطغاة الذين لا يجدون حتى مكانا لنعوشهم وترابا مثوا ومكانا لقبورهم وهذا كان ولا يزال عهدهم منذ الخليقة الاولى ولحد يومنا هذا. هم حملة و ورثة ثقافة العنف السي الذكر جائوا بماسي الانسان اينما حلوا وابتلى بهم الامم... يتركوننا دون رجعة واياديهم ملوثه بدماء الشهداء والصديقين ولا يتركون اثرا لذكرهم الا روايات وحكايات تشقعر لها الابدان ودمار المدن والاعمار بينما يبقى الوطن خالدا الى يوم الدين. ان حوادث العام المنصرم تتمحور عالميا حول الاخبار القادمة من الوطن وقد تاثر المجتمع الدولي بما جرى ويجري على ارض الرافدين وبات الخبر المحبب للجميع يطلقون تسميات مختافة حسب الخط السياسي لدولهم على الخبر والواقعة وتاثر الاقتصاد العالمي بمجريات الامور والسياسة الدولية والعربية وبعد ان بدا شيئا فشيئا تنقشع الغمامة وتظهر الصورة العراقية الجديدة من بين ركام وغبار دخان البنادق اتجه المواطن العراقي الى همومه الداخلية وكي يرتب البيت من الداخل. هنا نرى ان الحياة السياسية العراقية بدات تزدهر حيث عشرات الاحزاب والجمعيات والمنظمات الحديثة بدات بالعمل في اجواء تبشر بالديمقراطية والتعددية السياسية والفكرية. بدات العديد من المنظمات من خارج العراق مد يد العون الى المواطن العراقي اذكر كمثال المنظمة الوطنية للمجتمع المدني وحقوق العراقيين التي بدات برفد الوطن رجالا ونسائا من ابنائها اللذين تحصنوا بالعلم والتجربة لقيادة اليلاد ومؤسساتها والمشاركة الفعلية في مشاريع تطوير واعادة اعمار العراق. الجامعات والمعاهد العراقية بدات شيئا فشيئا بالسير في الطريق الصحيح وازدهر الشارع الثقافي العراقي بكمية كبيرة من المطبوعات والكتب ووسائل الاتصال المرئي والمسموع والمقروء والانترنت والفظائيات. بدا مياه الهور سعيده وهي تلتقي بالارض الطيبة اليابسة وبدا الطير والسمك والاعشاب تتعانق مرة اخرى والمشحوف يسير برشاقة بين القصب ذو القامة الممشوقة. بد المنفي يعود والذي هجر قسرا من العراقيين في الداخل والخارج يعود الى بيته وداره وقريته ومدينته حاملا معه مجددا عبير ذكريات اكثر من ثلاث عقود خلت في ديار المهجر والمنفى والغربة القسرية.
هذا الفوضى المنظم سيقود البلاد شيئا فشيئا الى ساحل الامان والسلام عندما يكون التغير قد تم وبات الماضي تركة يرويها الاب لابنائه كروايات ايام زمان "عي بابا والاربعين حرامي" بينما يرفض الابن سماع تلك القصص عن قبور جماعية وغاز خردل وانفال ومهجرين وربما يقول لوالده: انت تبالغ يا والدي.. اكل تلك الماسي مر منها الانسان العراقي....... الشر بعيد عنك يا وطن عن كحل عينيك الحوراء... كتب حكمة على بوابة جامعة اوبصالا السويدية وهي من اقدم وارقى الجامعات الاوربية تقول:
"التفكير الحر عظيم والتفكير الصحيح اعظم".. نعم قارئي الكريم نحن بحاجة الى تفكير صحيح.
اما معبودتنا في المنفي ذات الجدائل الذهبية فستبقى رحيمة كتلك الام الوفية والكريمة مع ابنائها تظمهم الى صدرها جميعا دون فرق او تمييز... سلاما لها من ابنائها المنتشرون في دول المنافي والغربة... سلاما للانسان العراقي اينما وجد وهو يتطلع اليوم متلهفا يملئه الامل الى "عراق الغد والمستقبل" وطنا حرا كريما يسوده الامان ويرفرف عليه رايات السلام والمحبة في دولة العدل والحق والقانون.
وطنا كريما مظيافا يضم بين احظانه اقواما وامم يرويهم من رافديه زلالا... سلاما عراق المحبة سلاما الى حين.

خاص بأصداء

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الناقد العراقي