الانتخاب والنتيجة

اصطحبت ابني ذو التاسعة عشره ربيعا لنصوت معا للمرة الثانية في اول انتخابات دستورية ينفذ بعد اقرار الدستور العراقي من قبل الشعب العراقي في استفتاء شعبي واسع وباتت المسافة بين العهد القديم وعراق الغد بين قاب قوسين وهلل افئده منفيي المهجر , هؤلاء الذين قضوا عقود وهم ينتضرون هذا اليوم الاحتفالي المهيب . البارحة , وهذا يعني زمنيا اكثر من عقدين ونيف كان الصغير "ريبوار" يقود رفاقه من اقرانه في احدى رياض الاطفال في العاصمة النمساوية" فينا" في مظاهرة ينادي فيها بتحرير كوردستان و ريبوار ابن صديق عزيز وكريم هو الاخ وريا محمد رؤوف الساعاتي واليوم ربما يشارك هو الاخر في اللانتخابات بعد ان شاهد حلم طفولته يقترب من التحقق. الواقع كنت قد وثقت تلك الرواية و كتبت ذلك الحدث في مقالة ولم اعرف مصيرها ارسلتها حيذاك عن طريق المسؤلين في الاتحاد الوطني الكوردستاني الى "جريدة الاتحاد" للنشر ولكن كثرة تجوالي احال دون متابعتي لنشرها ولكني اوفي بعهدي له اليوم , يوم كان صغيرا وشابا يافعا , اليوم بالكتابة عنه وانا متوجه بالسيارة التي يقودها ابني كي نقطع مئات الكيلومترات لننتخب مصطحبين عائلة احد الاصدقاء الاعزاء.

"النتيجة" في الواقع وفي اللغة الفارسية تعني الحفيد وهنا ارى من الواجب الاشارة الى وجود العديدين من احفاد العراقيين الذين شاركوا اليوم في الانتخابات بعد ان وافى الاجل المحتوم جدهم الكبير في ديار الغربة وبالامس تركنا احد الحالمين بغد افضل الشاعر الفيلسوف "يوسف الصائغ" الذي اختار الرحيل في يوم الانتخاب تاركا عروسة الشرق "دمشق" في صمت بينما يتردد من صفحات" قاسيون" اصوت شعرية للتتموج راحلة مع حبات الرمل الى ضفاف الرافدين ليستفيق اروح البائسة وتنال مرادها فرحمة اليك ومباركة بروحك الكريمة المعطاه وهنيئا بعراقيتك وانتمائك لتلك التعددية البديعة وسلاما.

الى قلب كل عراقي مخلص وغيور محب للسلام في وطن الائمة والصالحين والابرار والشهداء والطيبين سلاما يوم الانتخاب ونعم السواعد التي تشارك اليوم في بناء مجتمع عراقي جديد يجوز فيه الاختلاف والتعدد ويطيب للناس ان يتخاصموا ويتحاببوا ثم يشد احدهم يد الاخر مهنئا بالفوز والانتصار وواعدا اياه بالمراقبة والمتابعة لكل هفوه او خروج عن راي الجماعة في دستور العراق الجديد في وطن اتحادي باقليم كوردستاني متعدد الالوان والاطياف. ليبتعد عنا الاروح الشريرة الدموية والداعية الى العنف ولتطمئن النفس العراقية التواقة الى الامن والراحة والوئام وسلاما لكم اهل الرافدين وتحية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الناقد العراقي