معراج الروح الى السماء والاثر الطيب على الارض





هكذا رحل احد اكبر رجال العراق حبا للوطن وتراب ارضه المقدس وهو يؤدي فريضة وفي يوم مبارك ... رحل تاركا خلفه اغلى ما يمكن للبشر تركه الاثر الطيب وذكرى عطرة سيرويه الناس من بعده جيلا بعد جيل ..وحد العراقيين في القول والفعل وتجمع الناس حوله ليتطيبوا من قوله وفعله .. رحل والعراق في اشد الحاجه اليه ولجهوده الخيره...
كنت قد رحبت بمجيئه وعوده من منفاه وعلى صفحات "ايلاف" متاملا الخير في حكمته ودرايته ووعيه للامور وتحليله للحوادث ورجاحة عقله وبصيرته رحمه الله عليه ورضوانه الفقيد رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية اية الله محمد باقر الحكيم.

كنت قبل قليل جالسا مستمعا الى رايس وزراء السويد السابق والشخصية العالمية "كارل بلد " حيث كان يحاور نائبه السيد "اولف اندرسون" رايس حزب المسيحي الديمقراطي في محاوله لكسب راي المواطنين للتصويت بنعم في الاستفتاء الشعبي في الرابع عشر من ايلول القادم حول العملة الاوربية المشتركة "اويروا" وراعني ذلك الحوار الديمقراطي بين الحاكم والمواطن فذكرت لاحد الجالسين معي مدى الحزن والاسى اللذان يكسوان افئدة العراقيين اينما كانوا من رحيل عزيز بعد اداء صلاة الجمعة وببساطة على طريقة جده الامام علي بن ابي طالب (رض) وفي نفس المدينة المقدسة , فسالني متعجبا:
الم يكن هناك حرس؟
فذكرت له ما معنى امامة الناس في الصلاة ومدى دعوه الاسلام الى السلام ونبذ العنف وان صورة الجلادين اللذين يلتف حولهم جلاوزتهم من العسكر لحمايته مددجين بالسلاح صورة نمطية لقادة الشرق عند الاوربيين . اما رجال الدين فهم دعاه خير وسلام ولا يخافون سطوة جلاد او حاكم مستبد. الفقيد ليس الاول في هذه العائلة الكريمة التي قدمت الشهداء وعاشت المنافي وافترشت ارضية السجون رحمة الله عليهم جميعا ورضوانه.
يحاربون امل العراق الجديد ويعرقلون مسيرته, كي تعود مرة اخرى عهود الظلام ..لكن هيهات ان تنطفئ ظياء روحه كما لا تنطفئ انوار نجوم السماء تنير كبد السماء , ازليه , دليلا للبشر ... هكذ وببساطة ستبقى روح فقيد نبراسا تنير الدرب نحو عراق الغد ومنارا لكل العراقيين خالدا ورمزا منيرا في سماء العراق .. , عراق المستقبل ..
العزاء , الصبر والسلوان لعائلة الفقيد ولعوائل جميع الشهداء اللذين سقطوا معه في هذا اليوم الحزين وليعطينا الله سبحانه وتعالى جميعا من عنده القوة والصبر لمواجهة هذا الجلل الكبير الذي الم بالامة العراقية والاسلامية وانا لله وانا اليه راجعون.


الدكتور توفيق آلتونجي
السويد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الناقد العراقي