في انتظار الاقامة

العراقيون ومسؤلية المجتمع الدولي



اعترف عزيزي القارئ ان العديدين باتوا يشكون من تصرفاتي الغريبة وخاصة ودون مناسبة حين اخرج من جيبي الصغير قصاصة ورقية صغيرة واكتب عليها بعض الكلمات لاعود وبسرعة البرق الى مواصلة حديثي مع صديقى او محدثي. تلك الكلمات القليلة لكافية بعد حين ان تتحول الى مقالة طويلة والا لضاعت الفكرة مني وبات امر تذكرها صعبا علي , نعم قارئ اعترف اني بدات انسى وهو اول الغيث والله المستعان.
حديثي اليوم لا ياتي اعتباطا او مرور كرام على امر مهم لنا نحن جمهرة العراقيين في الشتات فلا ريب بان الجميع قرء تلك الاخبار القادمة من الوطن العزيز واستبشر بالخير والفلاح ولو بعد حين ونسال الله عز وجل ان يؤيد خطى كل العاملين الطيبين في بناء عراق الغد عراق المستقبل. اما جموع المهاجرين العراقيين المنتشرين في اقصاع الدنيا انتظارا للموافقة على طلبات لجوئهم فهم في حالة وكما تسمى بالبغدادية "مثل بالع الموس" هذا وكما ذكرت ان فرحتهم بزوال النظام من جهة يواجهها الحيرة والقنوط والتشتت والحيرة امام وضع وحالة جديدة هؤلاء اللذين باعوا كل ما كانوا وفروه خلال حياتهم بابخس الاثمان وضحوا بالنفيس والغالي وهجروا الديار في سفرة اتت على حياة الكثير منهم ونجى اخرون بقدره الهية ومنهم من فقد احد ابنائه في تلك السفرة والرحلة وبات نصف فاقد للشعور والوعي يدورفي شوارع المدن الغريبة غريبا لا يتعرف حتى على نفسه.
كل تلك المشقة والفداء والتضحية من اجل الخلاص من اعتى واظلم انظمة الدنيا منذ نزول نبينا ادم وذريته واستيطانه البرية حتى التاسع من نيسان عام 2003.
اترى سيذهب كل ذلك سدى بين اخبار سيئة قادمة من الوطن الام وعدم الاستقرار وبين اسلاك معسكرات اللاجئين وتهديد المراجع الرسمية والدوائر المسؤلة عن الهجرة ورجال الشرطة و القانون الذين يحرسون ليلا ونهارا تلك المعسكرات.
هذا بالطبع ان البلاغات الرسمية تصدر من معظم الدول المانحة لللجوء بخصوص ترحيل وتبعيد العراقيين وبالقوة احيانا. بالتاكيد ان العراقي يحب وطنه ويريد العودة اليه مرفوع الراس ولكن تلك العودة عليها ان تكون ميمونه يرفع راسه عاليا ولا يطال قول اف من احد ولا لومة لائم.
ان الامم المتحدة التي تريد اعادة اعمار العراق ودول التحالف ربما تجد في اصدار قرار ينصف هؤلاء العراقيين كي لا يعودوا الى العراق وفي انتظارهم الفقر والعوز والبطالة وبما انهم جميعا يتواجدون في دول سوف تباشر عاجلا ام اجلا بتناول قطعة من الكعكة العراقية وتحصل على عقود اعادة البناء في العراق فاعتقد من الواجب عليهم اعداد وتاهيل هؤلاء العراقيين في دولهم واعطاء الشباب منهم منح جامعية للدراسة بما يناسب المشاريع التي سوف يقومون بانشائها في العراق وبذلك يكونوا قد حصلوا على وظائف قبل وصولهم ارض الوطن. كما ان تلك الشركات تعلم مدى التاخر العلمي الذي اصاب الكادر العراقي داخل الوطن خلال العقود الاخيرة وعدم مسايرتها علميا للتطورات التي حصلت ولا ريب ان 80 % من العلوم تغيرت خلال السنوات الاخيرة فقط.
ان الاعداد والتاهيل العلمي لجميع طالبي اللجوء من العراقيين وربما من ثروات العراق المجمدة سيكون الاساس العلمي لبناء العراق الحديث وحيث هم وكما ذكرت سابقا يتواجدون في اراضي تلك الدول التي ستحصل على عقود عمل في العراق فلم لا تقوم تلك الشركات باجراء مقابلات معهم وتعينهم وربما يحتاجون الى بعض الكورسات العلمية التكميلية. اقتراح اقدمه الى دول التحالف و هيئة الامم المتحدة والدول المظيفة لطالبي اللجوء من العراقيين والله من وراء القصد.


الدكتور توفيق آلتونجي
السويد

خاص ب
ايلاف
030624


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الناقد العراقي